Bandu2.com rachi2 » عبد الرشيد Ø­Ø§Ø - the blog of rachi2 Log in

Create A Blog!

rachi2
rachi2 : عبد الرشيد حاØ
short story and criticism

** Share the blog **

General information

Address: http://rachi2.bandu2.com

Creation: 25/04/2010 04:02
Update: 25/04/2010 04:21
Articles 1
Visits of the week 580
Total visits 319

rachi2 :: عبد الرشيد حاØ


rachi2 has no other blog!

Algeria - rachi2
Position: 10364/56779 members

The items are sorted from oldest to most recent!

bandu2 : menu_arrow.gif Article: عشق في سطح القمر - 25/04/2010 04:10

نظرت في عينيه الضاحكتين..توقف نظرها على شفته السفلى الممتلئة..الطازجة..اللامعة في وهج أسنانه المنفرجة عن ابتسامته الساخرة. انتفضت..كتبت بسرعة (وداعا)..أغلقت المسنجر..أغلقت الحاسوب..نزلت من سيارة الشركة، ودخلت بيتهم في هذا الحي الراقي. آه ، كم هي متعبة هذا المساء ..مستنزفة القوى الموزعة بين مسؤوليتها في الشركة وأطروحتها في الجامعة..أخبرته أنها ستنام قليلا حالما تدخل البيت ..لكن لماذا تحكي له ؟! وهو ما ينفك يجيب دائما بعبارات مقتضبة ، غامضة ، ساخرة ! (هل قلت ساحرة ؟) تبا للنقطة حين تطعن صدر الحرف! في غرفتها..نزعت ملابسها.. نزعت الجلباب الواسع والخمار..تمنت لو تستطيع نزع تعبها وتعود إليه ..إلى الدردشة الحارقة التي تمتص المسافات..تعود؟! هزت رأسها ودارت حول نفسها في المرآة ..منذ مدة نسيت جسدها..وها هي الآن تراه ..تتملاه..بعينيها أم …؟ التفتت مذعورة إلى الحاسوب الملقى على طرف سريرها..ابتسمت..تبا لك ! قالت في نفسها ولم تستطع كتم رنين ضحكة صافية مشرقة أضاءت لها زوايا الغرفة الغافية في العتمة..قفزت فوق السرير الأميري كطفلة عابثة واحتضنت الحاسوب..فتحته في خيالها وكتبت (سأنام الآن يا حبيبي..وعلى سطح قمرنا سنلتقي )..وضعت رأسها على وسادة كلماته المحفورة في أعماقها ، وسدرت في غفوة لذيذة. استفاقت على هرج وقهقهات أطفال أختها الكبرى التي كانت في زيارتهم، يتقافزون في الردهة..فتحت الباب وصرخت حتى ينتبهوا إليها..(أرجوكم قليلا من الهدوء ..أريد أن أنام !)..ولم تنتبه أن أختها الجامعية التي تصغرها قليلا كانت تلاعبهم.وقبل أن تحاول التوضيح بلطف انفتح الرشاش عنيفا يقذف الحمم: - من تحسبين نفسك ؟ أميرة البيت ؟ اسمعيني يا غبية… ولم تعد تسمع شيئا..كانت صخرة “غبية ” قد سقطت على رأسها..سدت سمعها وبصرها وأنفاسها. رحمك الله يا أبي ..رحلت وتركتني قبل أن تبارك لحظة طيراني وانعتا قي..وأجد لي حضنا غير حضنك، والدفء الذي يكون استمرارا لدفئك ، وتعميقا له..لم يكن أحدهم في هذا البيت يرفع صوته في وجهي حين كنت هنا يا أبي ..وها هن أخواتي من لحمي ودمي..من لحمك ودمك ..يا الله يا أبي ! تدخلت الأم الطيبة كنسمة باردة ..لكن الوهج كان قد تسعر..والغيمة بين العينين تسودُّ وتكبر .. وسقطت فوق سجاد البهو فاقدة الوعي. حين استيقظت بعد ساعة ووجدت نفسها في سريرها وهم يحيطون بها ، ترجتهم أن يتركوها وحدها..(لا أريد أحدا بجانبي ) قالت وهي تغلق باب غرفتها بالمفتاح. - هل تصدق ؟ كتبت له وهي تبكي..بعد أن حكت له كل شيء..بالتفاصيل بالزفرات بالألوان… - لا عليك يا عزيزتي (كتب هو من الطرف الآخر ) ، لقد ركبت موج دمعك المالح ، وغصت في أعماق بحارك ، فلم أجد – والله – سوى الدرر..أنت جوهرة يا صديقتي..وأنا أرى ألوانك تشع الآن في روحي.. اندهشت لكلماته كعادتها..لكنها هذه المرة أرادت أن تتأكد: - أصحيح ما تقول وتردد ، هل تراني فعلا كذلك ؟ لم يجبها ..واصل نثر الدرر أمامها على الشاشة وفوق عتبات روحها..وهو هناك على بعد آلاف الأميال..في ليله الذي انتصف يحلم بها بدوره ..ونور القمر يمسد رأسه بحنان منسابا من النافذة المشرعة عن آخرها.. أشرقت روحها أخيرا ..ابتسمت ..شرعت النافذة بدورها..ورحلت إليه. الجزائر نوفمبر 2008